responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 216
بركب الأغنياء كأمريكا - مثلا - فإذا صنع الحذاء حذاء أو بلغة، أو بنى البناء بيتا أو غيرهما فإن ميزانية الدولة ترتفع ودخلها يزداد إلى أن يصل إلى مراتب الدول العظمى، التي تعد ميزانيتها آلاف الآلاف من الدولارات، على حساب الإسلام والصيام.
وهنا قال الزعيم في الرسول: (وبذلك قدم مصلحة الدولة على العبادات ..) وكما قلنا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في عبادة الجهاد الشاقة، فهو لم يخرج من عبادة الصيام إلا للدخول في عبادة الجهاد لا إلى الزيادة في صندوق الدولة - هكذا - كما فهم هذا المجتهد العصري الحاذق.
وقال: إنه لما كان قاصدا مكة لفتحها أدركهم شهر رمضان الخ والواقع أنه خرج من المدينة في شهر رمضان لا أنه أدركه شهر رمضان في الطريق، إذ كان خروجه منها لعشر مضين منه، فكيف يقول إنه أدركهم رمضان في الطريق.
إن تكلم المرء بشيء لا يعرفه قد يجعله يفضح نفسه بنفسه، فقد تكلم المجاهد الأكبر بكلام أراد أن يعير به الرسول صلى الله عليه وسلم وينسبه إلى الجهل بالحياة ووسائل الانتصار على العدو، وكأنه يرمي بهذا إلى أن يفضل فخامته على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يصلح إلا للدين ونشره، فقد ذكر نزوله بالجيش في مكان غير لائق بالنزول فيه في غزوة بدر، ولما أشار عليه أصحابه بالارتحال عنه - كما هو معلوم - قال لهم الرسول حسب قول بورقيبة -: (أنتم أدرى بأمور دنياكم) والصواب غير ما ذكر، فهو لم يقل لهم هذه الكلمة، إنما أخذ برأي من أشار عليه في موضع النزول، وانتقل منه إلى مكان آخر لائق بالنصر والغلبة والحرب، فبورقيبة يريد أن يظهر الرسول بمظهر الجاهل بأساليب الحرب والنصر، والواقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم دل بهذا على أنه على جانب عظيم من لين الجانب والأخلاق العالية والنزول عند رأي أصحابه إذا بانت له فيه المصلحة، فهو كما قال الله فيه: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} وهل يقبل بورقيبة من أي كان أن يرد عليه أمرا رآه لائقا؟ فالمعروف عنه أنه لا يقبل من أي كان أن يعارضه ولو فيما فيه مصلحة الأمة.

نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست