نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 215
التونسي السياسي، فقد صير تلك (الجحران) مزارات تزار في الأعياد الوطنية والمناسبات كما تزار مقامات وأضرحة الأولياء ومقامات العظماء، وحجزها لتبقى - كديار الآثار - دليلا على أن الزعيم الجليل قد أدخله المستعمر الغاشم إلى هذه (الزنزانة) أو إلى هذا البرج، أو إلى هذا السجن أو إلى هذا المعتقل الخ ... هذا له فقط لا يشاركه فيه أحد، كأن أفراد الشعب التونسي لم يسجن أي واحد منهم، أو لم ينف غيره، فهو وحده المناضل والمحرر للأمة التونسية من ربقة الاستعمار الفرنسي، وهل سمعتم أن فردا واحدا حرر أمة من عدوها؟ وهل سمعتم بأن أحد القادة أو الزعماء هيأ في حياته تمثاله الذي سينصب له على قاعدته إذا مات؟ وذهب إلى إيطاليا ووقف على صنعه بنفسه؟ وهل سمعتم بمن أوجد قصرا ليكون له قبرا إذا مات وأنفق عليه من المال ما لا يعلمه إلا علام الغيوب؟ وكان محلى بكل أنواع الزينة والتحلية، ولعله يموت في البحر فيبتلعه الحوت، أو لعل التونسيين إذا مات أحرقوه بالنار ليتخلصوا من هيكله، والمعروف عند جميع الأمم أن مثل هذا يترك للأمة، فهي التي تكرم قادتها بعد موتهم بما تراه لائقا بأعمالهم التي قدموها لها في حياتهم النضالية.
هذا قليل من كثير مما يقوم به فخامة المجاهد الأكبر أطال الله حياته الغالية.
ولا زلنا نذكر موقفه من خطباء الجمعة، فقد مر عليه وقت يخطب فيه كل يوم خميس خطبة سياسية ويفرض على خطباء المساجد أن يأخذوا موضوع خطبهم من خطبته، أي عاقل يفعل هذا ويضيق على الخطباء ميدانهم الفسيح؟ ويحجر على عقولهم هذا التحجير؟
4 - وتكلم عن فطر الرسول صلى الله عليه وسلم وفطر أصحابه في نهار رمضان لما قربوا من مكة في غزوة الفتح، فإنه صلى الله عليه وسلم كان في عبادة عظيمة وشاقة وهي - الجهاد - في سبيل الله، ولهذا أمر أصحابه بالفطر ليتقووا به على الصمود أمام الأعداء المشركين، فالرئيس الجليل قد اكتشف شيئا كان المشائخ لا يذكرونه في أحاديثهم وهو موجود في السيرة، فهو أراد من هذا أن يبرر انتهاكه لحرمة شهر رمضان، حيث أفطر أمام جمع من الصحافيين الأجانب عن الإسلام، وأوجب على التونسيين أن يفطروا - مثله - وأمر المقاهي أن تفتح أبوابها وإلا عوقب أصحابها، كل ذلك ليتقووا بالفطر على كثرة الإنتاج!!! كي يلتحق ركبه - المتخلف -
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 215