responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجه السلفي لجماعة الإخوان المسلمين نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 174
وفى ختام هذه السلسلة حول وحدة العمل الإسلامي أوصى الإخوان بالتزام الموقف الذي حدده لنا الإمام الشهيد [1] بالنسبة لغيرنا من الجماعات والهيئات الإسلامية،

[1] نحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدًا، وندعو الله - عز وجل - أن يبلّغه منازل الشهداء، وأن يُدْخِله الفردوس الأعلى.
قال البخاري في صحيحه (4/ 37): «بَابُ لَا يُقَالُ فُلَانٌ شَهِيدٌ»، قال الحافظ ابن حجر: «أَيْ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ بِذَلِكَ، إِلَّا إِنْ كَانَ بِالْوَحْيِ، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: «تَقُولُونَ فِي مَغَازِيكُمْ: فُلَانٌ شَهِيدٌ، وَمَاتَ فَلَانٌ شَهِيدًا، وَلَعَلَّهُ قَدْ يَكُونُ قَدْ أَوْقَرَ رَاحِلَتَهُ، أَلَا لَا تَقُولُوا ذَلِكُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ»، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَسَعيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُمَا» (فتح الباري (6/ 90).
وقال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه (معجم المعاني اللفظية ص 319 - 320): «وفي كتاب: (النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح) لمحمد الطاهر ابن عاشور (ص 118) عند ترجمة البخاري هذه (أي قوله: «بَابُ لَا يُقَالُ فُلَانٌ شَهِيدٌ»): «هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعًا، ومطروق على ألسنة السلف فمَنْ بعدهم، وقد ورد في حديث الموطأ (299)، وفي الصحيحين البخاري (2829) ومسلم (1914): أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسنادًا وتعليقًا ما يقتضي منع القول بأن فلانًا شهيد، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك ألّا يجزم أحدٌ بكَوْن أحدٍ قد نال عند الله ثواب الشهادة، إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن تجري عليه أحكام الشهداء إذا توافرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلانًا شهيد إلا بإخبار من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مثل قوله في عامر ابن الأكوع: «إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ» البخاري (4196)، مسلم (1802)، ومن هذا القبيل زجُرُ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون سدد خطاكم: «شَهَادَتِي عَلَيْكَ: لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللهُ»، فقال لها: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللهَ قَدْ أَكْرَمَهُ؟»، البخاري (3929) ا. هـ.
نام کتاب : الوجه السلفي لجماعة الإخوان المسلمين نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست