responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوحي المحمدي نویسنده : رشيد رضا، محمد    جلد : 1  صفحه : 229
(ثالثها): أن يكون غرضهم من التمكن فى الأرض والحكم فيها إقامة الصلاة المزكية للأنفس بنهيها عن الفحشاء والمنكر كما وصفها الله تعالى، والمربية للأنفس فى مراقبة الله وخشيته ومحبته، وإيتاء الزكاة المصلحة للأمور الاجتماعية والاقتصادية، والأمر بالمعروف الشامل لكل خير ونفع للناس، والنهى عن المنكر الشامل لكل شر وضر يلحق صاحبه أو غيره من الناس.
إنّ جميع الدول الحربية تدعى بعض هذه المقاصد العالية فى حروبها رياء وابتغاء لحسن السمعة، ولكنّ أفعالها تكذب دعاويها كلها، ولا سيما النهى عن المنكر فهى تبيح للناس- الذين تمكنها القوة الحربية فى بلادهم- جميع المنكرات والفواحش التى تفسد الأخلاق والآداب وروابط الاجتماع بل تحول بينهم وبين العلم والتهذيب والصلاح بقدر الطاقة، إلا تعليم لغاتها وتاريخ عظمتها وديانة شعبها، لأجل هدم مقوماتهم المالية والقومية حتى لا يرجى لهم النّجاة من رق الاستعمار وذلّه. ولا ليكونوا مساوين للفاتح المستعمر فى العلم والثروة والعزة والقوة، كما هو معروف فى جميع الممتلكات والمستعمرات الأوروبية خلافا لما كان عليه المسلمون الأولون فى فتوحهم من العدل المطلق.

القاعدة الثالثة: إيثار السلم على الحرب
هذه القاعدة مبنية على القاعدتين اللتين قبلها إذ علم بهما أنّ الحرب ضرورة يقتضيها ما ذكر فيهما من المصالح ودرء المفاسد، وأن السلم هى الأصل التى يجب أن يكون عليها الناس، فلهذا أمرنا الله بإيثارها على الحرب وإذا جنح العدو لها ورضى بها، والشاهد عليه قوله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) [الأنفال: 61] فراجع تفسيرها في ص 69، 140 من جزء التفسير العاشر.

القاعدة الرابعة: الاستعداد التام للحرب لأجل الإرهاب المانع منها
إن الذي يجب أن تكون عليه الدولة قبل الحرب هو إعداد الأمة كل ما تستطيع من أنواع القوة الحربية ومن رباط الخيل فى كل زمان بحسبه على أن يكون القصد الأول من ذلك إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدى على بلادها أو مصالحها أو على أفراد منها أو متاع أو مصلحة لها حتى فى غير بلادها، لأجل أن تكون آمنة فى عقر دارها على دماء أهلها ومصالحها وأموالها، مطمئنة فى حريتها بدينها، وهذا ما يسمى فى عرف هذا العصر

نام کتاب : الوحي المحمدي نویسنده : رشيد رضا، محمد    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست