نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 93
وحدودي في أوليائكم لولايته من لكم، ولكن انتهوا في جميعهم إلى حدي واعملوا فيه بأمري) [1].
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: (أي: كونوا قائمين بالحق لله -عز وجل- لا لأجل الناس والسمعة، وكونوا شهداء بالقسط، أي بالعدل لا بالجور (لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا كان أو عدوا) [2] وقال في موضع آخر: (أي: لا يحملنكم بغض أقوام على ترك العدل، فإن العدل واجب على كل أحد في كل أحد في كل حال) [3].
فالعدل الذي أمرت به هذه الأمة، حق عام لكل أحد من الناس، لا يحجبه عن مستحقه شنآن ولا عداوة، ولا يحول دونه اختلاف لون لا جنس ولا دين: (إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [النساء: 58].
فالعدل حق لكل الناس وجميع الناس، لا عدلا بين المسلمين بعضهم وبعض فحسب، ولا عدلا مع أهل الكتاب دون سائر الناس، وإنما هو لكل إنسان بوصفه (إنسان) فهذه الصفة - صفة الناس- هي التي يترتب عليها حق العدل في المنهج الرباني، وهذه الصفة التي يلتقي عليها البشر جميعا، مؤمنين وكفارا، أصدقاء وأعداء، سودًا وبيضا، عربا وعجما، والأمة المسلمة قيمة على الحكم بين الناس بالعدل - متى حكمت في أمرهم- [4].
العدل واجب على هذه الأمة ولو كان فيه مراغمة لعواطف البغض والعداوة: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وهو كذلك واجب [1] تفسير الطبري (10/ 95). [2] تفسير القرآن العظيم (3/ 58). [3] انظر: نفس المصدر. [4] انظر: في ظلال القرآن (2/ 414).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 93