responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 56
وفي الحديث أيضًا: "من بدا جفاء" [1]، بدا: بالدال المهلة، خرج إلى البادية، والجفاء غلظ الطبع، وفي صفته -صلى الله عليه وسلم- ليس بالجافي المهين أي: ليس بالغليظ الخلقة ولا الطبع [2].
وقال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً) [الرعد:17].
قال الطبري -رحمه الله-: زعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن معنى قوله: (فَيَذْهَبُ جُفَاءً) تنشفه الأرض، وقال: يقال: جفا الوادي وأجفى،: في معني نشف [3].
وقال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) [السجدة: 16]، قال الطبري -رحمه الله-: تتنحى جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله الذين وصفت صفتهم، وترفع عن مضاجعهم التي يضجعون لمنامهم، ولا ينامون.
تتجافى: تتفاعل من الجفاء، والجفاء النبو، وإنما وصفهم - تعالى ذكره- بالتجافي في جنوبهم عن المضاجع لتركهم الاضطجاع للنوم شغلا بالصلاة.
ثم قال: إن الله وصف هؤلاء القوم بأن جنوبهم تنبو عن مضاجعهم شغلا منهم بدعاء ربهم وعبادته خوفا وطمعا، وذلك نبو جنوبهم عن المضاجع ليلا .. إلخ [4].
وبذلك يتضح أن الجفاء هو النبو والترك، والبعد، وهو غالبا ما يحدث خلاف الأصل والعادة، وأكثر ما تستعمل كلمة جفاء لما هو محرم منهي عنه كالجفاء بما يقابله الصلة والبر، والجفاء الذي هو من الشدة والغلظة وهذه أمثلة يتضح فيها معنى التفريط والجفاء.
1 - عقوق الوالدين: جفاء.
2 - تأخير عمل اليوم إلى الغد - دون سبب-: تفريط.

[1] أخرجه أحمد (2/ 371، 440) وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1273).
[2] انظر: لسان العرب، فصل الجيم، باب جفا (1/ 49).
[3] انظر: تفسير الطبري (13/ 137).
[4] انظر: تفسير الطبري (21/ 99 - 102).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست