responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
قال سعيد بن جبير -رحمه الله-: (وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ) منسيون مضيعون، وقال قتادة -رحمه الله- (مضاعون).
وقال آخرون: إنهم معجلون إلى النار مقدمون إليها، وذهبوا في ذلك إلى قول العرب: أفرطنا فلانا في طلب الماء إذا قدموه لإصلاح الدلاء، وقيل غير ذلك، ورجح الطبري -رحمه الله- أن معنى (مفرطون) مخلفون متروكون في النار، منسيون فيها [1].
وقال تعالى في سورة الكهف: (وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:28] روى عن مجاهد -رحمه الله-: (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) ضائعا وروى عنه: ضياعا.
قال الطبري -رحمه الله-: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: ضياعا وهلاكا، ومن قولهم: أفرط فلان في هذا الأمر إفراطًا، إذا أسرف فيه وتجاوز قدره، وكذلك قوله: (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) معناه: وكان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا الرياء والكبر، واحتقار أهل الإيمان، سرفًا قد تجاوز حده فضيع بذلك الحق وهلك [2].
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-: في الآية أربعة أقوال أحدها: أنه أفرط في قوله.
والثاني: ضياعا، والثالث: ندما، والرابع: كان أمره التفريط، والتفريط: تقديم العجز [3].
وفي سورة الزمر (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِن كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [الزمر: 56].

[1] انظر: تفسير الطبري (14/ 177).
[2] انظر: المرجع السابق (15/ 236).
[3] انظر: زاد المسير (5/ 133).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست