نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 505
المبحث الثاني
وسطية القرآن في التشريع والتكليف
سبق أن ذكرت أن ملامح الوسطية اليسر ورفع الحرج، هذا أمر قرره القرآن في أكثر من موضع، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، قال تعالى: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185]، وقال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) [البقرة: 286].
وسأجعل الحديث عن تقرير القرآن لمنهج الوسطية في التشريع والتكاليف في فقرات متتالية ليسهل فهم القضية واستيعابها:
1 - امتن الله على هذه الأمة في الكتاب العزيز بأن وضع عنها الإصر والأغلال التي كانت على من قبلها، ولم يحملها ما حمل من قبلها، فكان ذلك مظهرا من مظاهر وسطية هذا الدين [1]، يقول تعالى في وصف نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في كلامه -عز وجل- مع قوم موسى -عليه السلام-: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) [الأعراف: 157] كما من جملة دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين: (حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا) [البقرة: 286]، وقد جاء في الحديث: "قال الله قد فعلت"، وفي رواية: "قال: نعم" [2].
والإصر: هو العهد الثقيل الذي في تحمله أشد المشقة، والأغلال: هي الشدائد التي كانت في عبادتهم، روى الطبري عن الربيع في قوله تعالى: (رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا) [البقرة: 286]، يقول: التشديد الذي شددته على من قبلنا من أهل الكتاب.
وقال مال: الإصر: الأمر الغليظ [3].
وقال سعيد: الإصر: شدة العمل [4]. [1] الوسطية في ضوء القرآن (155). [2] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان باب إن الله لا يكلف إلا ما يطاق (1/ 16 رقم 126). [3] انظر: تفسير الطبري (5/ 85). [4] انظر: تفسير الطبري (5/ 85).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 505