responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 499
وهؤلاء قوم عاد استكبروا عن سماع هداية الله فكان جزاؤهم العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ *فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنْصَرُونَ) [فصلت: 15 - 16].
لهذا توعد الله المتكبرين بالعذاب الأليم في الآخرة، فقال سبحانه: (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 60]، أي ليست النار كافية لهم سجنا وموئلا بسبب تكبرهم!!
ولنتساءل بماذا يفتخر المتكبر؟ هل بملاحته وقوته؟ إن الجمال يزول، وأقل مرض يضعفه، وكل يوم يفعل الزمان فعله بجسده إلى أن يصبح بعد سن الشباب موضع الضعف والهرم، وإن تباهي بماله وغناه فليعلمن أن الموت لا يفرق بين الغني والفقير، وإن الإنسان سيترك كل ما يملك إلى غيره، لهذا جاءت وصايا القرآن تنهي عن الاختيال.
قال تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) [الإسراء: 37]، أي لا تمشي متبخترا كمشي الجبارين فإنك لن تخرق الأرض بمشيك وشدة وطئك، ومهما شمخت بأنفك فلن تبلغ الجبال ارتفاعا.
ويقول تعالى في النهي عن التكبر: (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18].
أي لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلمتهم أو كلموك احتقارًا له واستكبارا والأحاديث في ذم خلق الكبر كثيرة، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر" [1].

[1] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الكبر، (7/ 118 رقم 6071).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست