نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 491
رضي الله عنه- للمؤمنين كالوالد لولده، وعلى الكافرين كالسبع على فريسته، كما قال في الآية الأخرى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29].
وفي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"إن الله أوحي إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" (1).
وفي البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن النار قالت: ما لي لا يدخلني إلا الجبارون، والمتكبرون؟ وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم" [2].
من تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم-:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر على الصبيان فيسلم علهم، وكانت الأمة تأخذ بيده -صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل لعلق أصابعه الثلاث، وكان يكون في بيته في خدمة أهله، ولم يكن ينتقم لنفسه قط، وكان -صلى الله عليه وسلم- يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب الشاة لأهله ويعلق البعير، ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشى مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، ولو إلى أيشر شيء.
وكان -صلى الله عليه وسلم- هين المؤنة، لين الخلق كريم الطبع، جميع المعاشرة طلق الوجه، بساما، متواضعا من غير ذلة، جوادًا من غير سرف، رقيق القلب، رحيما بكل مسلم، خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم [3].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا أخبركم بمن يحرم على النار؟ أو تحرم عليه النار، تحرم على كل قريب هين لين سهل" [4].
(1) [2] تهذيب مدارج السالكين (2/ 680). [3] رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب (45: 4/ 564 رقم 2488). [4] صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب من أجاب إلى كراع (6/ 175 رقم 5177).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 491