نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 487
والصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات، فإن معصية فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية، والصبر على طاعته -سبحانه وتعالى-، والصبر عن معصيته: أكمل من الصبر على أقداره.
لأن صبر الطاعة والابتعاد عن المعصية، صبر اختيار وإيثار ومحبة، وصبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام، على ما نالهم في الله باختيارهم وفعلهم، ومقاومتهم قومهم: أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلائه وامتحانه بما ليس سببا عن فعله.
وكذلك صبر إسماعيل الذبيح، وصبر أبيه إبراهيم -عليه السلام- على تنفيذ أمر الله أكمل من صبر يعقوب على فقد يوسف، وبهذا يتضح أن هذا الصبر أكمل من الصبر على ابتلائه، والصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على قضائه وقدره [1].
2 - الحياء:
إن خلق الحياء فضيلة بين رذيلتين، فمن انحرف عن الحياء إما أنا يقع في الجرأة والوقاحة، وإما أن يقع في العجز والخور والمهانة، وحقيقة الحياء، خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق [2].
ويحدث الحياء للعبد من ربه، إذا أيقن بأن الله عالم به، رقيب عليه، لا تخفى عليه خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقد جاءت الأحاديث في فضل الحياء وحث المسلمين عليه قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى) [العلق: 14].
وقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: [1]].
وقوله تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]. [1] تهذيب مدارج مسالكين: (2/ 574). [2] تهذيب مدارج مسالكين: (2/ 621).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 487