نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 484
في الدنيا حققوا آمالهم بالصبر، استمرءوا المر، واستعذبوا العذاب، واستهانوا بالصعاب، ومشوا على الشوك، وحفروا الصخور بالأظافر، ولم يبالوا بالأحجار تقف في طريقهم، والطعنات تغرس في ظهورهم، وبالشراك تنصب للإيقاع بهم، وبالكلاب تنبح من حولهم، بل مضوا في طريقهم غير وانين ولا متوقعين مغضي الأعين على القذى، ساحبين الذيول على الأذى، متذرعين بالعزيمة، مسلحين بالصبر، وما أصدق قول الشاعر:
وقل من جد في أمر يحاوله ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر (1)
والصبر واجب بإجماع الأمة، وهو نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان:
نصف صبر، ونصف شكرن وقد ذكر في القرآن الكريم على ستة عشر نوعا:
الأول: الأمر به، نحو قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) [البقرة: 45].
الثاني: النهي عن ضده، كقوله: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ) [الأحقاف: 35].
الثالث: الثناء على أهله، كقوله تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ) [آل عمران: 17]. وقوله: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177].
الرابع: إيجابه سبحانه محبته لهم، كقوله (وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146].
الخامس: إيجاب معيته لهم، وهي معية خاصة، تتضمن حفظهم ونصرهم وتأييدهم ليس معية عامة، وهي معية العلم، والإحاطة كقوله.
(فَإِن يَكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 249].
السادس: إخباره بأن الصبر خير لأصحابه، كقوله: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) [النحل: 96].
(1) انظر: الصبر في القرآن، للشيخ القرضاوي، حفظه الله، (15).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 484