نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 46
[5] - وروى الإمام أحمد [1] -رحمه الله- في مسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلو فيه" [2].
6 - وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغاليين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" [3].
والأحاديث السابقة ترشدنا إلى أن الغلو خروج عن المنهج وتعدي للحد، وعمل ما لم يأذن به الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- والأحاديث التي تنهي عن الغلو كثيرة وليس هدفي في هذا البحث حصرها، وإنما اكتفيت ببعض الأحاديث التي لها دلالة على ما نحن بصدده، وهو تحديد معنى الغلو ومفهومه وحكمه، ومن ثم علاقته بالوسطية، ولعلماء المسلمين تعريفات كثيرة لمعنى الغلو، واخترت منها في بحثي هذا تعريفين:
أولا: تعريف ابن تيمية -رحمه الله-: الغلو مجاوزة الحد: مجاوزة بأن يزاد في الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك [4].
ثانيا: تعريف ابن حجر -رحمه الله-: إذ يقول: الغلو: المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد [5].
وضابط الغلو هو التعدي ما أمر الله به، وهو الطغيان الذي نهي عنه [6] في قوله تعالى: (وَلاَ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) [طه: 81]، ومما سبق من التعريف اللغوي وما ورد فيه من آيات وأحاديث وكذلك من تعريف العلماء يتضح لنا أن الغلو هو: مجاوزة الحد في الأمر المشروع، وذلك بالزيادة فيه أو المبالغة إلى الحد الذي يخرجه عن الوصف الذي أراده وقصده الشارع العليم الخبير الحكيم. [1] هو أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني، ولد في بغداتد سنة 162 هـ، وبها نشأ وترعرع وهو إمام أهل السنة في عصره، له موقف مشهود ثبت أمام المأمون من محنة خلق القرآن، ورفع الله به السنة توفى (241هـ). [2] أخرجه أحمد في المسند (3/ 428، 444) صححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1168). [3] قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في تعليقه على أحاديث المشكاة، رقم (248) إن الحديث مرسل. [4] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 289). [5] انظر: فتح الباري (13/ 256). [6] انظر: تيسير العزيز الحميد (256).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 46