responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 441
المبحث الأول
أثر العقيدة الفاسدة في انحراف الأخلاق
اختلفت الجاهليات طرائق قددًا في حياتهم العملية، كما اختلفت في عقائدها، فجاءت قيمها وأخلاقها العملية، وشرائعها وعاداتها، صورا منكرة ناكبة عن الحق، تسحق الإنسان وتشقيه، ونحتاج إلى كتب لو أردنا إعطاء صورة وافية عنها في هذا الباب، ولكننا نختصر الحديث في النواحي الآتية:
أ- الشهوانية المادية:
هذا أول الأشكال التي تغطي بها الجاهلية الحياة العملية نتيجة لتولى الإنسان وضع القوانين والأحكام، وصياغة القيم والأخلاق لنفسه بعيدًا عن الضوابط الإلهية الهادية، إن الدستور الرباني قد راعي بحكمة عالية قوي الإنسان الروحية والمادية، فأحل له الطيبات، وحرم عليه الخبائث، ومنحه أو منعه على علم شامل بفطرة الإنسان وخصائصه.
والإنسان حين استخلفه الله في الأرض ركب فيه غرائز وقوى لا تصلح حياته إلا بها، ووازنها في نفس الوقت بتعاليمه الهادية حتى لا تخرج بالإنسان عن المجرى السليم فتدمره، وبذلك يتعدل (الشرع) مع (الطبع) ليحققا للإنسان أطيب حياة على الأرض، وليقوداه إلى سعادة الآخرة.
ولكن الإنسان لما أعرض عن أمر ربه أبقى الطبع، وأضاع الشرع واستبدل به شرائع وضعية قاصرة وناقصة، فانهارت الموازنة الفذة، لعجز هذه الشرائع عن معادلة الطبع الإنساني، أو التعامل معه على أسس سليمة، وهذا ما حدث هنا:
فحين وجد الإنسان نفسه تتأجج برغبات هائلة من حب التملك، والسيطرة والاستعلاء والاستمتاع بضروب اللذائذ من طعام وشراب، ورياش، ونساء، إلخ مضى بكل قوته ليحقق رغباته، وقام حينئذ المنهاج الإلهي بأصوله وفروعه ليكون دليله الهادي، وميزانه القيم فاعتدل الميزان.

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست