responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 420
المبحث التاسع
التوجيهات القرآنية في مجال العبادة
تمهيد: إن الجاهلية أفسدت العقائد والأفكار، وأفسدت العبادات والشعائر، وأفسدت الأخلاق والآداب، وأفسدت النظم والتقاليد، وأفسدت الحياة كلها، وأصابت الأديان كلها فانحرفت عن الصراط المستقيم.
وعندما أراد الله أن يبعث سيد المرسلين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، كانت الدنيا مليئة بالعبادات والشعائر بعضهما بقايا أديان سماوية، وبعضهما إضافات بشرية، وابتداعات شيطانية، ففقد معنى التعبد وروحه ومعنى الإخلاص لرب العالمين. وأصبحت البشرية ضائعة بين أديان تشتت وتعنتت وتزمتت، وأخرى ترخصت وغلت في الترخيص، وأصبح الديانة كأنها لهو ولعب، وأصبح بعض البشر لا دين لهم وجاء الإسلام، فلم يحاب الغالين، ولم يوافق المنحرفين، بل شرعه الله (دِينًا قِيَمًا) لا عوج فيه، ولا غلو ولا تقصير؛ بل كان كما قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) [الأنعام: 161 - 164].
إن في القرآن الكريم عدة توجيهات ومبادئ إصلاحية كانت ولا تزال هي حجارة الأساس، التي يقوم عليها صرح العبادة الشعائرية في الإسلام [1].
وهذه الإصلاحات، والتوجيهات، والمبادئ العظيمة تدل بكل وضوح على وسطية القرآن في مجال العبادة. ومن هذه التوجيهات في مجال العبادة.
أولا: لا يعبد إلا الله:
في الفترات التي طال فيها الأمد على دعوة الرسل فنسيت أو حرفت، ضل

[1] انظر: العباد في الإسلام (130).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست