responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 413
المبحث الثامن
أهمية الجانب العبادي في حياة الإنسان
إن مهمة الجانب العبادي للإنسان تعتبر ركنا أصيلا في المنهاج الإلهي، الذي شرعه الله تعالى على غاية العلم والحكمة، وجعله بناء محكما يشد بعضه بعضا، ويؤدي كل جانب فيه عمله الخاص أو العام على غاية التفرد، والتفوق والامتياز، ويظن بعض الناس أن العبادات في المنهاج الإلهي هي ضروب من الطقوس، أو المراسيم الشكلية فرضت على العباد فرضا لغاية دينية محضة، هي إظهار الذل والخضوع لله تعالى فقط، وليس لها وظائف عظمي تابعة.
والحق أن العبادات التي سنها الله لنا ذات تأثير شمولي مشرق، ولها اخطر المهمات في تمكين الحقائق العليا للرسالات الإلهية، وتحقيق الفطرة الإنسانية على وجهها الصحيح المستقيم، طالما تمثلت فيها عناصر الحب والذل، والرجاء والخوف، ونحوها. ومعلوم لدى العلماء أن للعبادة مقصدًا أصليا، وهو التوجه إلى الواحد الصمد، وإفراده بالعبادة في كل حال، طلبا لرضى الله، والفوز بالدرجات العلي، وهناك مقاصد تابعة للعباد مثل صلاح النفس واكتساب الفضيلة [1].
فالصلاة مثلا أصل مشروعيتها الخضوع لله تعالى، وإخلاص التوجه إليه، والانتصاب على قدم الذلة والصغار بين يديه، وتذكير النفس بذكره، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) [طه: 14]، وقال: (إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت: 45]، يعني أن اشتمال الصلاة على التذكير بالله هو المقصود الأصلي، ثم إن لها مقاصد تابعة كالاستراحة إليها من أنكاد الدنيا وإنجاح الحاات كصلاة الاستخارة وصلاة الحاجة، وكذلك سائر العبادات لها فوائد أخروية وهي العامة، وفوائد دنيوية وهي كلها تابعة للفائدة الأصلية وهي الانقياد والخضوع لله [2].

[1] انظر: المنهاج القرآني في التشريع (455).
[2] انظر: العبادة في الإسلام للشيخ القرضاوي (48 - 49).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست