نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37
والعدل هو سبب قبول حكمهم، والعدل فيه صفة البينية بين نوعي الظلم، ولذلك كان وسطيا، فكذلك سائر صفاتهم وبهذا يتضح أن الخيرية والبينية -المعنية- هي التي أهلته لأن يكونوا وسطًا نسبا ودارًا.
وتأمل معني ما قاله الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: (قالوا إن الوسط هو العدل والخيار، وذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط، والنقص عنه تفريط وتقصير، فالخيار هو الوسط بين طرفي أي: المتوسط بينهما) [1].
وذهب الدكتور زيد عبد الكريم الزيد [2] في كتابة الوسطية في الإسلام إلى ما ذكرته وقررته، حيث قال:
الوسط من كل شيء أعدله، فالوسط إذن ليس مجرد كونه نقطة بين طرفين، أو وسطية جزئية، كما يقال فلان وسط في كرمه، أو وسط في دراسته ويراد أنه وسط بين الجيد والرديء، فهذا المفهوم وإن درج عند كثير من الناس، فهو فهم ناقص مجتزأ، أدى إلى إساءة فهم معنى الوسطية المقصودة.
وعلى هذا فالوسط المراد والمقصود هنا هو العدل الخيار والأفضل إلى أن قال: وبالتالي لم يبق معنى الوسطية مجرد التجاوز بين الشيئين فقط، بل أصبح ذا مدلول أعظم، ألا وهو البحث عن الحقيقة، وتحصيلها والاستفادة منها.
ثم يقول: وهو معنى يتسع ليشمل كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان، فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط يبن الجبن والتهور، والإنسان مأمور أن يتجنب كل وصف مذموم، وكلا الطرفين هنا وصف مذموم ويبقى الخير والفضل للوسط [3]. [1] انظر: تفسير المنار (2/ 4). [2] هو زيد بن عبد الكريم الزيد من مواليد (1375هـ) بالمملكة العربية السعودية تخرج في كلية الشريعة من الرياض عام 1398 هـ، وتحصل على الماجستير من المعهد العالي للقضاء 1405هـ، وشهادة الدكتوراه عام 1407هـ، وعمل في الدعوة خارج السعودية أكثر من أربع سنوات، وتولى مناصب في الجامعة بالرياض آخرها عميد لكلية الدعوة والإعلام 1411 هـ، انظر ترجمته في كتابة الوسطية في الإسلام على آخر الغلاف. [3] انظر: الوسطية في الإسلام (18) وما بعدها.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37