responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 35
وإليك بعض الأمثلة توضح ما ذهبت إليه:
1 - جاء وصف هذه الأمة بالوسطية في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143]، وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه فسر الوسط بالعدل [1].
وفي رواية: عدولا [2] والمعنى واحد.
2 - وإذا نظرنا في تفسيرها بمعني العدل وجدناه يتضمن معنى الخيرية، والعدل كذلك يقابله الظلم، والظلم له طرفان، فإذا مال الحاكم إلى أحد الخصمين فقد ظلم، والعدل وسط بينهما، دون حيف إلى أي منهما [3].
3 - وما رواه أبو داود [4] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان، من عبد الله وحده، وعلم أنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدة عليه كل عام، ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة، ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره" [5].
وهنا نجد أن الوسطية واضحة في هذا الحديث النبوي، فالبينية صريحة في الحديث، أما الخيرية فهي ظاهرة بالتأمل من خلال ما يلي:
1 - أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك دليل على هذه الخيرية فلا يأمر -صلى الله عليه وسلم- إلا بخير: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) [الأعراف: 29]، وهل أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا شرع من الله يوحي إليه.

[1] أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب: وكذلك جعلناكم أمة وسطا، (5/ 176، رقم 4487).
[2] انظر: تفسير الطبري (2/ 7).
[3] أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن، باب (3) من سورة البقرة (5/ 190، 2961).
[4] هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأسدي السجستاني ولد سنة 202، قال فيه الحاكم أبو عبد الله: كان أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة، وكانت وفاته بالبصرة عام 275، وهو من أصحاب الكتب الستة، وقد شرحت سنن أبو داود، ومن أشهرها عون المعبود، انظر: السنة ومكانتها في التشريع (451).
[5] أخرجه أبو داود، كتاب الزكاة، باب زكاة السائمة (2/ 103)، رقم الحديث (1982)، صححه الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (1046).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست