responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 349
المبحث الرابع مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة في باب القدر
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- سؤالاً عن القدر فأجاب عنه إجابة مطولة ضمنها مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذا الباب ومما قاله: (مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الباب وغيره ما دل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهو أن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه، وقد دخل في ذلك جميع الأعيان القائمة بها، من أفعال العباد، وغير أفعال العباد.
وأنه -سبحانه- ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في الوجود شيء إلا بمشيئته، وقدرته، لا يمتنع عليه شيء شاءه، بل هو قادر على كل شيء ولا يشاء شيئًا إلا وهو قادر عليه، وأنه -سبحانه- يعلم ما كان، وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
وقد دخل في ذلك أفعال العباد، وغيرها وقدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، وَقَدَّر آجالهم، وأرزاقهم، وأعمالهم، وكتب ذلك، وكتب ما يصيرون إليه من سعادة، وشقاوة، فهم يؤمنون بخلقه لكل شيء، وقدرته على كل شيء، ومشيئته لكل ما كان، وعلمه بالأشياء قبل أن تكون، وتقديره لها، وكتابته إياها قبل أن تكون) [1].
إلى أن قال: (وسلف الأمة وأئمتها متفقون أيضًا على أن العباد مأمورون بما أمرهم الله به منتهيون عما نهاهم عنه، ومتفقون على الإيمان بوعده، ووعيده الذي نطق به الكتاب والسنة، ومتفقون على أنه لا حجة لأحد على الله في واجب تركه، ولا محرم فعله، بل لله الحجة البالغة على عباده) [2].

[1] مجموع فتاوى ابن تيمية (8/ 449 - 450).
[2] المرجع السابق (8/ 452).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست