responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
نفي القدر، فتصدى علماء السنة لتلك البدعة وبينوا عوارها ودحضوا باطلها وأظهروا الحق ونشروه.
ومما لا شك فيه أن باب القدر -أعوص أبواب العقيدة، فلقد حار النظار والعقلاء قديمًا وحديثًا- في شأنه وفي فهم حقيقته، فلم يصلوا إلى اليقين والصواب، ذلك لأنهم التمسوا الهدى في غير مظانه، فحاروا وحيروا، وتعبوا وأتعبوا. وقد وفق الله سبحانه وتعالى أهل السنة والجماعة لفهم هذا الباب، وذلك لاتباع ما جاء في الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح, إذ لا يمكن لأحد أن يفهم هذا الباب على وجه التفصيل فهمًا صحيحًا -إلا كما فهمه أهل السنة والجماعة- سلف هذه الأمة الصالح، وإذا نظرت إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - انتظم العقد في هذا الباب وظهرت ملامح الوسطية فيه وسلمت من الإفراط والتفريط والغلو والجفا والبعد عن الصراط المستقيم. وتجد القرآن الكريم والسنة المطهرة ترشدنا إلى أبواب يستطيع العقل البشري أن يجول فيها في هذا الباب وتنهانا عن أمور يستحيل العقل أن يصل إليها.
فالأمور التي يستطيع العقل البشري أن يجول فيها ويفهمها من منطق النصوص، كالبحث في مراتب القدر وأقسام التقدير، وخلق أفعال العباد إلى غير ذلك من مباحث القدر.
والأمور التي نهانا الشرع عن الخوض فيها مثل: الخوض في القدر بالباطل وبلا علم ولا دليل، والاعتماد في معرفة القدر على العقل البشري القاصر بعيدًا عن هدي الكتاب والسنة؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك على وجه التفصيل، وكذلك البحث عن الجانب الخفي في القدر الذي هو سر الله في خلقه، وكذلك التنازع في القدر الذي يؤدي إلى اختلاف الناس فيه وافتراقهم، فهذا مما نهينا عنه.
وبذلك يتضح للباحث منهج الوسطية في هذا الباب إذا ألَمَّ بأطراف الموضوع، معتمدًا على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست