نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 334
ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: 56 - 58].
والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف: وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد شهد الله لحور العين بالحسن والجمال، وحسبك أن شهد الله بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 70 - 71]. ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا, فإنهن مطهرات من الحيض والنفاس، والبصاق والمخاط والبول والغائط، وهذا مقتضى قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، وآنيتهم فيها الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوه، ورشحهم من وراء اللحم من الحسن " [1].
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيرًا مما تعرف؟ " ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " [2].
العشرون: أفضل ما يعطاه أهل الجنة: (النظر إلى وجهه الكريم رضوان الله).
قال الطحاوي: (الرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به [1] رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، صفة الجنة، فتح الباري، (6/ 367). [2] البخاري مع الفتح كتاب الجهاد، باب وزوجناهم بحور عين، (6/ 19).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 334