نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314
المبحث الخامس صور من عذاب أهل النار
أولاً: تفاوت عذاب أهل النار.
إن الآيات القرآنية قد بينت تفاوت أصحاب النار في العذاب كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145] وقوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] وقوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} [النحل: 88].
وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في قوله: " إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته ". وفي رواية إلى " عنقه " [1]. وفي صحيح البخاري: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أخف الناس عذابًا فقال: " إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة تغلي منها دماغة " [2].
وعن تفاوت أصحاب النار في العذاب يقول القرطبي: (هذا الباب يدلك على أن كفر من كفر فقط، ليس ككفر من طغى وكفر وتمرد وعصى، ولا شك أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون، كما قد علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك وأفسد في الأرض وكفر مساويًا لعذاب من كفر فقط، وأحسن للأنبياء والمسلمين، ألا ترى أبا طالب كيف أخرجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ضحضاح لنصرته إياه وذبه عنه وإحسانه إليه) [3].
وقال ابن رجب: (واعلم أن تفاوت أهل النار في العذاب هو بحسب تفاوت أعمالهم التي أدخلوا بها النار) إلى أن قال: (وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين [1] رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب شدة حر النار، (4/ 2185). [2] البخاري مع الفتح كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، (11/ 424). [3] التذكرة للقرطبي (409).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314