نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 311
المبحث الرابع طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم
تكلم القرآن الكريم عن طعام أهل النار وبين أنه الضريع والزقوم، وأن شرابهم الحميم والغسلين، والغساق قال تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6 - 7] والضريع شوك بأرض الحجاز يقال له الشبرق.
وعن ابن عباس: الشبرق (نبت ذو شوك لا طيءٌ بالأرض، فإذا هاج سمي ضريعًا) [1]. وقال قتادة: (من أضرع الطعام وأبشعه) [2].
وهذا الطعام أكلهم له نوع من أنواع العذاب، لا يتلذذون به ولا تنتفع به أجسادهم. أما الزقوم فقال تعالى فيه: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 43 - 46]، وقد وصف الله شجرة الزقوم في آية أخرى فقال: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [الصافات: 62 - 68].
وقال في موضع آخر: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [الواقعة: 51 - 56].
ويؤخذ من هذه الآيات أن هذه الشجرة خبيثة، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر لذلك شبهت برءوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رءوسهم وإن كانوا لا يرونهم، ومع خبث [1] التخويف من النار، لابن رجب (115). [2] التخويف من النار، لابن رجب (115).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 311