responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 309
لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50] وقال: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9].
سابعًا: والدليل السابع الذي ذكر في القرآن الاستدلال بحكمة الله حيث إن حكمته تقتضي بعث العباد للجزاء والحساب، فإن الله خلق الخلق لعبادته وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان الطريق الذي يعبدونه ويطيعونه ويتبعون أمره ويجتنبون نهيه، فمن العباد من استقام على طاعة الله، وبذل نفسه وماله في سبيل ذلك، ومنهم من رفض الاستقامة على طاعة الله، وطغى وبغى، أفليس بعد ذلك أن يموت الصالح والطالح ولا بد أن يجزي الله المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، قال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} [القلم: 35 - 37].
إن الملاحدة الذين ظلموا أنفسهم هم الذين يظنون الكون خلق عبثًا وباطلاً لا لحكمة، وأنه لا فرق بين مصير المؤمن المصلح والكافر الفسد، ولا بين التقي والفاجر، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 27 - 28].
فهذه أساليب القرآن في إقناع الناس بالبعث اعتمدت على خطاب العقل والانسجام مع الفطرة والتجاوب مع القلوب، ونجد في القرآن الكريم وصفًا لأهوال يوم القيامة، ويصور القرآن الكريم بعض معالم أهوال يوم القيامة، من قبض الأرض وطي السماء، ودك الأرض ونسف الجبال وتفجير البحار وتسجيرها، وموران السماء وانفطارها، وتكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم، ويصور لنا القرآن الكريم حال الكفار وذلتهم وهوانهم وحسرتهم ويأسهم وإحباط أعمالهم، وتخاصم العابدين والمعبودين وتخاصم الأتباع وقادة الضلالة، وتخاصم الضعفاء والسادة وتخاصم الكافر وقرينه الشيطان، ومخاصمة الكافر أعضاءَه وتخاصم الروح والجسد، وتكلم

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست