responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 298
المبحث الثاني نظرة في نصوص اليوم الآخر عند أهل الكتاب
لا شك أن الكتب السماوية التي أنزلها الحق تبارك وتعالى كانت تزخر نصوصها بذكر اليوم الآخر، والتخويف منه، والتبشير بما أعده الله للمؤمنين به في جنات النعيم، والتحذير من النار وأهوال القيامة، إلا أن هذه الكتب طرأ عليها تحريف كثير، وذهب كثير من نصوصها التي تتعرض لليوم الآخر [1].
ففي التوراة التي تنسب إلى موسى لا نجد إلا نصًّا واحدًا يصرح بيوم القيامة، وهو في التوراة السامرية صريح للغاية، ولكنه في التوراة العبرية يحتمل معنيين.
ففي التوراة السامرية (أليس هو مجموعًا عندي مختومًا في خزائني إلى يوم الانتقام والمكافأة وقت تزل أقدامهم) [2].
وفي التوراة العبرانية هكذا: (أليس ذلك مكنوزًا عندي مختومًا عليه في خزائني، لي النقمة والجزاء في وقت تزل أقدامهم) [3].
فنص السامرية يدل على أن الفصل إنما يكون في يوم القيامة الذي سماه يوم الانتقام والمكافاة، أما نص العبرانية فإنه يجيز أن يكون الانتقام في الدنيا، ويجيز أن يكون في الآخرة، ولذلك فإن الصادقين من اليهود الذين لا يؤمنون إلا بتوراة موسى العبرية لا يؤمنون بالبعث والنشور، لعدم وجود دلالة تدل على البعث والنشور. أما أسفار الأنبياء الأخرى في التوراة ففيها بعض النصوص التي تصرح بالبعث والنشور، وكذلك الأناجيل.
1 - ففي سفر دانيال: (كثيرون من الراقدين تحت التراب يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار، والازدراء الأبدي) [4].

[1] المرجع السابق، ص (92).
[2] سفر التثنية الاشتراع، الإصحاح (32)، ص (34 - 35) من التوراة السامرية.
[3] التوراة العبرانية نقلاً عن اليوم الآخر، القيامة الكبرى، (92).
[4] سفر دانيال، الإصحاح (12).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست