responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 279
المبحث الأول موقف اليهود من أنبياء الله ورسله
لقد كان ليهود من أنبياء الله ورسله مواقف شائنة مخزية تنبئ عن خبث في الطوية، وفساد في السيرة والسريرة، واتباع للنفس والهوى، وإعراض عن الحق والهدى. وإذا نحن أجلنا النظر في كتاب الله عز وجل، تحصل لنا أن مواقف اليهود من رسل الله تتلخص في الأمور التالية:
الأمر الأول: أنهم فرقوا بين رسل الله ولم يؤمنوا بهم جميعًا؛ بل آمنوا ببعض وكفروا بالبعض الآخر (بمجرد التشهي والعادة، لا عن دليل قادهم إلى ذلك, فإنه لا سبيل لهم إلى ذلك بل بمجرد الهوى والعصبية) [1].
ومن أعظم الرسل الذين كفروا بهم وكذبوا برسالتهم، عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، على أنهم كذبوا وكفروا بأنبياء آخرين غيرهما بدليل قتلهم لكثير من أنبيائهم كما سيأتي وقد عد الله من يؤمن ببعض الرسل ويكفر بالبعض الآخر كافرًا، بل هو الكافر حقًّا فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 150 - 151].
قال الإمام ابن جرير في تفسير هذه الآية: {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} يعني أنهم يقولون نصدق بهذا ونكذب بهذا، كما فعلت اليهود في تكذيبهم عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقهم بموسى وسائر الأنبياء قبله بزعمهم وكما فعلت النصارى من تكذيبهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وتصديقهم عيسى وسائر الأنبياء قبله بزعمهم [2].
الأمر الثاني: أنهم خذلوا أنبياءهم ولم يقوموا بنصرهم، وقد أخذ الله عليهم ميثاقهم لينصرهم فقال: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا

[1] تفسير ابن كثير (2/ 396).
[2] جامع البيان (9/ 351).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست