نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 26
يقوت أهله قوتا فيه شدة، فنزلت: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) [المائدة: 89]، وهذا يدل على أن الوسط ما ذكرناه، وهو ما كان بين شيئين [1].
4 - وقال الزمخشري [2] -رحمه الله-: (مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) من أقصده، لأن منهم من يسرف في إطعام أهله، ومنهم من يقتر [3].
5 - وقال سيد قطب -رحمه الله- في ظلال القرآن: (وأوسط تحتمل من أحسن، أو من متوسط، فكلاهما من معاني اللفظ، وكان الجمع بينهما لا يخرج عن القصد، لأن المتوسط هو الأحسن، فالوسط هو الأحسن في ميزان الإسلام [4].
الثانية: آية سورة القلم:
1 - قال الطبري -رحمه الله-: وقوله: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ) [القلم: 28]، يعني أعدلهم وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، قال ابن عباس: أوسطهم: أعدلهم، وبمثل ذلك قال مجاهد، وسعيد بن المسيب [5]، رحمهم الله تعالى.
وقال قتادة [6] -رحمه الله-: (أي أعدلهم قولا، وكان أسرع القوم فزعًا، وأحسنهم رجعة [7].
2 - وقال اقرطبي: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ) أي: أمثلهم وأعدلهم وأعقلهم) [8]. [1] انظر: تفسير القرطبي: (6/ 276). [2] هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الحنفي المعتزلي الملقب بجار الله، حجة في البلاغة، ومن أئمة اللغة له تفسير يسمي: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ولد عام 467هـ، وتوفى عام 538هـ، انظر ترجمته في الميزان: 4/ 78، تذكرة الحفاظ (4/ 1283). [3] انظر: الكشاف للزمخشري (1/ 640). [4] انظر: في ظلال القرآن (2/ 971). [5] هو إمام التابعين أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي سيد التابعين وأعلمهم، كان من العباد والزهاد، لا يخالط السلاطين ولا يداخلهم، وقصته مع آل مروان مشهورة، كان من أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته، حتى سمي رواية عمر، توفى في المدينة سنة 94 هـ. العبر: (1/ 82)، وسير أعلام النبلاء (4/ 117). [6] هو الحافظ المفسير قتادة بن دعامة بن عكابة السدوسي حافظ عصره قدوة المفسرين والمحدثين كان من أوعية العلم، ومن يضرب به المثل في الحفظ، وروى عن أنس وابن المسيب والحسن، وابن سيرين وخلق، توفى سنة 128 هـ (سير أعلام النبلاء 5/ 269، والعبر 1/ 112). [7] انظر: تفسير الطبري (29/ 34). [8] انظر: القرطبي: (18/ 244).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 26