نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259
خلقها، وبالموت ملائكة ووكل بكل عبد ملائكة يحفظونه ووكل بكل مخلوق، وبكل حوادث الكون وظواهره ملائكة [1].
وهذا لا ينافي ما يلاحظ في الكون من قوانين وأسباب يرتبط بعضها ببعض؛ لأن هذه القوانين والأسباب إنما هي مخلوقات من مخلوقات الله، والملائكة موكلة بها أيضًا، وموكلة برعايتها، كما ترعى المخلوقات الأخرى، ولولا إرادة الله في حفظ هذه الأسباب والقوانين، ولولا قدرته في تسخير الملائكة للحفاظ عليها, فإن العقل لا يستلزم أبدًا بقاءها على هذه الآماد الطويلة في انتظامها وتناسقها [2].
وأما الإنسان فيدخل بحياته الفطرية في تلك الرعاية التي وكل الله سبحانه الملائكة بها؛ لأنه مخلوق من مخلوقات الله في الكون بل هو المخلوق الذي سخر الله له ما في الكون كله، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان: 20].
وفوق هذا فإن للملائكة أعمالاً أخرى في حياة الإنسان الإرادية هدفها -كما حده الله لهم- هداية البشر، وإسعادهم، ومساعدتهم على عبادة الله، وعونهم على اختيار الهدى والصلاح، واجتناب الشر والفساد والضلال.
فهم الذين اختارهم رب العالمين لإيصال هداه إلى أهل الأرض عن طريق رسله الكرام والملك المختار لهذه المهمة هو جبريل عليه السلام.
قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194].
كما أخبرنا عز وجل أنه سخرهم للدعاء للمؤمنين والاستغفار لهِم، فقال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ [1] الإيمان: لمحمد نعيم ياسين (55). [2] الإيمان: لمحمد نعيم ياسين (55).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259