responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 219
المبحث الرابع مفهوم الإيمان كما جاء في القرآن
لا ريب أن مفهوم الإيمان عندما نصل إليه من خلال القرآن وتوضيح سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام هي الوسطية بعينها في هذا الباب، وهي الاستقامة والاعتدال، لذلك حرصت على إيضاح مفهوم الإيمان كما جاء في القرآن والسنة خصوصًا وأن الناس قد وقعوا في الإفراط والتفريط لبعدهم عن الوحيين الكتاب والسنة.

أولاً: في حد الإيمان وتفسيره:
إن معرفة حدود الأشياء وتفسيرها الذي يوضحها، يجب أن تتقدم أحكامها:
فإن الحكم على الأشياء فرع عن تصورها، فمن حكم على أمر من الأمور -قبل أن يحيط علمه بتفسيره، ويتصوره تصورًا يميزه عن غيره- أخطأ خطأ فاحشًا.
أما حد الإيمان وتفسيره، فهو: (التصديق الجازم، والاعتراف التام بجميع ما أمر الله ورسوله بالإيمان به، والانقياد ظاهرًا وباطنًا، فهو تصديق القلب واعتقاده المتضمن لأعمال القلوب وأعمال البدن، وذلك شامل للقيام بالدين كله [1].
ولهذا كان الأئمة والسلف يقولون: الإيمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وهو: قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية. فهو يشمل عقائد الإيمان، وأخلاقه، وأعماله، فالإقرار والاعتراف بما لله تعالى: من الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال الناشئة عن أسمائه وصفاته، وهو من أعظم أصول الإيمان، وكذلك الاعتراف بما لله من الحقوق الخاصة - وهو-: التأله والتعبد لله ظاهرًا وباطنًا- من أصول الإيمان والاعتراف بما أخبر الله به عن ملائكته وجنوده، والموجودات السابقة واللاحقة؛ والإخبار باليوم الآخر، كل هذا من أصول الإيمان [2].

[1] التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، للسعدي (9).
[2] انظر المرجع السابق (10).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست