نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 210
المبحث الثاني موقف النصارى
لقد ضلت أمة النصارى في هذا الباب ضلالاً بعيدًا، ولعل أمة من الأمم لم تضل في دينها وربها وإلهها كما ضل الذين قالوا إنا نصارى. ولا عجب فالضلالة صفتهم المميزة لهم، كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال " [1]. قال ذلك في تفسير قول الله عز وجل: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ولعل من أعظم ضلالهم في باب توحيد الله وصفاته أنهم:
1 - شبهوا المخلوق بالخالق:
وأضفوا عليه من الصفات والخصائص ما لا يليق إلا بالله عز وجل ولا يصلح إلا له سبحانه فوصفوا المخلوق بصفات الخالق المختصة به، فقالوا: (إنه يخلق، ويرزق، ويغفر، ويرحم، ويتوب على الخالق ويثيب ويعاقب) [2] وهذه الصفات من خصائص الربوبية، وصفات الألوهية التي لا تكون إلا لله سبحانه.
وذلك أن هذه الأمة الضالة، جعلت المسيح عليه السلام هو الله، كما ذكر الله عز وجل قولهم هذا وكفرهم به فقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17] وتاره جعلوه ابنًا لله سبحانه وتعالي عما يقول المبطلون، وعن قولهم هذا يقول الحق تبارك وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30].
وقالوا تارة أخرى إنه شريك لله وجزء من ثلاثة يتكون منها الإله كما ذكر الله قولهم هذا وكفرهم به أيضًا فقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ [1] الترمذي: كتاب التفسير، باب من سورة الفاتحة (5/ 204). [2] الوصية الكبرى، لابن تيمية، (4).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 210