سابعًا: الجيل الأول كان على التوحيد.
هبط آدم إلى الأرض، وأنشأ الله من ذريته أمة كانت على التوحيد الخالص كما قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} أي على التوحيد والدين الحق، فاختلفوا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [البقرة: 213].
وفي حديث أبي أمامة أن رجلاً سَأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: نعم، مكلم، قال: فكم بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون ". وذكر ابن عباس - رضي الله عنه -: إن كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام [1].
ومقدار القرن مائة سنة وعلى ذلك يكون بين آدم ونوح ألف سنة وقد تكون المدة أكثر من ذلك إذ قيد ابن عباس هذه القرون العشرة بأنها كانت على الإسلام، فلا ينفي أن يكون بينهما قرون أخرى على غير الإسلام. وقد يكون المراد بالقرن الجيل من الناس قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ} [الإسراء: 17] وقوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [المؤمنون: 31].
... [1] تفسير الطبري (2/ 335 - 336).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 202