نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 20
ووهبهم من العلم الحلم والعدل والإحسان ما لم يهبه لأمة سواهم، فلذلك كانوا (أُمَّةً وَسَطًا) كاملين معتدلين ليكونوا (شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، يحكمون على الناس من سائر الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم [1].
5 - ويقول سيد قط [2] - رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: (وإنها للأمة الوسط بكل معاني الوسط، سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل، أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد، أو الوسط بمعناه المادي والحسي، أمة وسطا في التصور والاعتقاد، أمة وسطا في التفكير والشعور، أمة وسطا في التنظيم والتنسيق، أمة وسطا في الارتباطات والعلاقات، أمة وسطا في الزمان، أمة وسطا في المكان [3].
هذه أهم أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية، ومن خلال هذا التفسير تبينت معان لها أهميتها عند الحديث عن منهج القرآن في تقرير الوسطية في مباحث قادمة.
ثانيا: كلمة (الوسطي):
وقد وردت هذه الكلمة في قوله في سورة البقرة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
ومن أقوال المفسرين في هذه الآية نجد أن لها علاقة بمعنى الوسط حيث سنبين سبب تسميتها بذلك، هل لأنها متوسطة بين الصلوات أو لأنها أفضل الصلوات أو لكليهما معًا؟ دون الوقوف عند أي الصلوات هي، وما سيرد في هذه المسألة فهو لإيضاح المعني فقط. [1] انظر تفسير السعدي (1/ 157). [2] هو سيد قطب إبراهيم حسين شاذلي، ولد في قرية موشة، إحدى قري محافظة أسيوط في صعيد مصر، وكانت ولادته عا 1906م، تخرج في دار العلوم من القاهرة عام 1933م، وفي بداية شبابه كانت اهتماماته أدبية نقدية، ونظراته فلسفية عميقة وله مقالات انتقادية حادة، وكان تلميذا أدبيا للعقاد، درس القرآن دراسة أدبية وخرج بكتابه (التصوير الفني في القرآن) وانتظم للإخوان المسلمين بمصر بعد وفاة مؤسسها، وأعدمه جمال عبد الناصر في مساء يوم الأحد 28/ 8/1966م لكونه من الساعين لتحكيم شرع الله وترك خلفه مؤلفات ومن أشهرها ظلال القرآن، انظر ترجمته (سيد قطب الشهيد الحي لصلاح الخالدي: 51: مجلة المسلمون عدد 11 تاريخ 13 ربيع الأول 1402هـ، وموافق 18/ 1/1982م ص 12). [3] انظر في ظلال القرآن (1/ 131).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 20