responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 199
وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها ... إن هذا كله لا يتجلى للقلب والعقل، كما يتجلى من مراجعة ركام الجاهلية -السابقة للإسلام واللاحقة- عندئذ تبدو هذه العقيدة رحمة ... رحمة حقيقية ... رحمة للقلب والعقل. ورحمة بالحياة والأحياء. رحمة بما فيها من جمال وبساطة، ووضوح وتناسق، وقرب وأنس، وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق [1].

خامسًا: هل تطورت العقيدة عبر الزمان؟
يرى كثير من الباحثين الغربيين أن الإنسان لم يعرف العقيدة على ما يعرفها عليه اليوم مرة واحدة، ولكنها ترقت وتطورت في فترات وقرون متعاقبة، ولا عجب أن يقول بهذا الإفك من لم يمنحهم الله كتابه الذي بيَّن فيه تاريخ العقيدة بوضوح لا لبس فيه إلا أن الغريب أن يسلك هذا المذهب رجال يعدون أنفسهم ويعدهم غيرهم باحثين مسلمين.
ومن أمثال أولئك عباس محمود العقاد الذي يرى في كتابه (الله) وهو كتاب يبحث في نشاة العقيدة الإلهية: أن الإنسان ترقى في العقائد، ويرى أن ترقي الإنسان في العقائد موافق تمامًا لترقيه في العلوم.
يقول: (كانت عقائد الإنسان الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته، فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى) [2].
بل يرى أن تطور العقيدة لدى الإنسان كان أشق من تطور العلوم والصناعات ويقول: وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدين أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات, لأن حقيقة الكون الكبرى أشق مطلبًا وأطول طريقًا من حقيقة هذه الأشياء المتفرقة التي يعالجها العلم تارة والصناعة تارة أخرى.

[1] انظر: المرجع السابق، (46).
[2] العقيدة في الله ص (243) نقلاً عن كتاب الله (للعقاد).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست