نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 191
والعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة, إذ الإسلام عقيدة وشريعة تعني التكاليف العملية التي جاءت في القرآن والسنة النبوية في العبادات والمعاملات. والعقيدة هي أمور علمية يجب على المسلم أن يؤمن بها: لأن الله أخبرنا بها بطريق كتابه، أو بطريق وحيه إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي التي حددها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل المشهور بقوله: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى" [1] فالعقيدة في ديننا هي التي تدور حول قضايا معينه، هي التي أخبرنا بها الله ورسوله، وليست اعتقاد أي شيء وحتى تصبح هذه عقيدة لا بد أن تصدق بها تصديقًا جازمًا لا ريب فيه, فإن كان فيها ريب أو شك كانت ظنًّا لا عقيدة [2] والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15] وقوله تعالى: {الم [1] ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ} [البقرة: [1] - [2]] وقال: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران: 9] وذم المشركين المرتابين {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: 45] والمسائل التي يجب اعتقادها أمور غيبية، ليست مشاهدة منظورة، وهي التي عناها الله بقوله عندما مدح المؤمنين: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3] فالله غيب وكذلك الملائكة واليوم الآخر، أما الكتب والرسل فقد يتبادر أنها تشاهد وتنظر، ولكن المراد هو الإيمان بنسبتها إلى الله أي كون الرسل مبعوثين من عند الله، وأن الكتب منزلة من عند الله، وهذا أمر غيبي.
ثانيًا: العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة: العقيدة ليست مختصة بالإسلام، بل كل ديانة أو مذهب لا بد لأصحابه من عقيدة يقيمون عليها نظام حياتهم، وهذا ينطبق على الجماعات والأفراد والأمم والشعوب، والعقائد منذ بدء الخليقة إلى اليوم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهي قسمان: [1] مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان بالقدر (1/ 38)، رقم (8). [2] انظر: العقيدة في الله لعمر الأشقر، (9 - 10).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 191