responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 17
المبحث الثاني الوسطية في استعمال الشارع
وردت مادة (وسط) في القرآن الكريم في عدة مواضع، وذلك بتصاريفها المتعددة، حيث وردت بلفظ: (وسطا) و (الوسطي) و (أوسط) و (أوسطهم) و (وسطن).
وسنين معني كل كلمة على وفق ورودا في القرآن الكريم مسترشدين بأقوال المفسرين ببعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في توضيح معاني تصاريف كلمة الوسط.
أولا: كلمة وسطا:
وردت في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143]، وقد ورد تفسير هذه الكلمة في السنة النبوية، كما ذكر لها المفسرون عدة معان وتفصيل ذلك كما يلي:
1 - وقد ورد تفسير هذه الكلمة عن أبي سعيد الخدري [1] -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يدعي نوح يقوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ"، (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [2]، فذلك قوله - جل ذكره-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط: العدل.
وروى الطبري [3] بإسناده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: عدولا [4].

[1] هو سعد بن مالك بن سنان، يتصل نسبه بخدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج استشهد أبوه مالك بن سنان في وقعة أحد، وأبو سعيد الخدري هو سابع المكثرين من الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقد توفى الزاهد العابد، والعالم العامل عام 74هـ، انظر: تهذيب التهذيب: 3/ 479، وحلية الأولياء: (1/ 369)، وصفة الصفوة: (1/ 299).
[2] صحيح البخاري كتاب التفسير، باب (وكذلك جعلناكم ... ): (5/ 176)، رقم (4487).
[3] هو الإمام المؤرخ المفسر الفقيه الحافظ محمد بن جرير بن يزيد الطبري، ولد في آمل طبرستان واستوطن بغداد حتى توفى بها عام (310هـ). سير أعلام النبلاء (14/ 267)، وفيات الأعيان (4/ 191).
[4] انظر: تفسير الطبري: (2/ 7).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست