نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 164
المبحث الأول
أدلة القرآن
ولذا فإن من المناسب -ونحن نتحدث عن ملامح الوسطية- أن أبين معنى الاستقامة وحدودها ليتضح المراد: فقد وردت آيات كثيرة تأمر بالاستقامة وتحث عليها، فالله جل علا يقول لرسوله -صلى الله عليه وسلم- (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) [هود:112]، وفي سورة الشورى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) [الشورى: 15]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30]، وفي سورة الجن: (وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا) [الجن: 16]، وفي سورة فصلت: (أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) [فصلت: 6]، ف هذه الآيات وغيرها تبين منزلة الاستقامة ومكانتها، وبما أن لزوم الصراط المستقيم استقامة على دين الله وشرعه، وهذا عين الوسطية وجوهرها، ولذلك لا بد من إيضاح الاستقامة.
تعريف الاستقامة:
قال الراغب: استقامة الإنسان لزومه للمنهج المستقيم نحو: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) [فصلت: 30].
وقال ابن القيم: الاستقامة ضد الطغيان، وهو مجاوزة الحدود في كل شيء [1].
وقال القرطبي: الاستقامة: الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في جهة اليمين والشمال [2]. وسئل صديق الأمة وأعظمها استقامة - أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- عن الاستقامة؟ فقال: (أن لا تشرك بالله شيئا) [3] يريد الاستقامة على محض التوحيد، فإن من استقام على محض التوحيد الصادق الذي يدين به الصديق واستقام له توحيده على العلم الصادق بأسماء الله وصفاته وآثارها في الأنفس، والآفاق، استقام في كل شأنه على الصراط المستقيم، فاستقام له كل عمل وكل حال [4]. [1] انظر: مدارج السالكين (2/ 104). [2] انظر: تفسير القرطبي (9/ 107). [3] تهذيب مدارج السالكين (2/ 527). [4] المرجع السابق (2/ 528).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 164