responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
ويأتي التبين بمعنى: التبصر: التعرف والتأمل، يقال: تبصر الشيء، وتأمل في رأيه تبين ما يأتيه من خير أو شر [1] وعلى ضوء ما تقدم تكون الأناة هي: التصرف الحكيم بين العجلة والتباطؤ [2].
والأناة مظهر من منظاهر خلق الصبر، وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات الرعونة والطيش، وهي تدل على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية القادرة على ضبط نفسه تجاه انفعالاته العجولة، وبخلاف التباطؤ والتواني فهما من صفات أصحاب الكسل والتهاون بالأمور، ويدلان على أن صاحبهما لا يملك القدرة على دفع همته للقيام بالأعمال التي تحقق له ما يرجوه، أو ليس لديه همة عالية تنشد الكمال، فهو يرضى بالدنيات، وإيثار الراحة، والكسل عن القيام بالواجب.
والأناة تسمح للمسلم بأن يحكم أموره، ويضع الأشياء في مواضعها، فهى ركن من أركان الحكمة. وقد ذك الإسلام الاستعجال ونهى عنه، كما ذم التباطؤ والكسل ونهى عنه، ومدح الأناة وأمر بها وعمل على تربية المسلمين على الأناة والتثبت الحكيم في القيام بالأعمال وتصريف الأمور [3] قال تعالى للنبي -صلى الله عليه وسلم- تربية له وتعليما: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) [القيامة: 16 - 19].
فأمر سبحانه نبيه بعدم العجلة ومسابقة الملك في قراءته، وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره [4].
وقال تعالى: (وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه: 114]. وأمر سبحانه عباده المؤمنين والدعاة إلى الله تعالى بالتأني في الأمور

[1] انظر: القاموس المحيط، باب الراء، فصل الباء (448).
[2] انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها لعبد الرحمن الميداني (2/ 352).
[3] الأخلاق الإسلامية وأسسها (2/ 353 - 354) بتصرف.
[4] انظر: تفسير ابن كثير (4/ 450).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست