نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 145
المبحث الرابع
أركان الحكمة
توطئة: الحكمة أركان ودعائم تقوم عليها وأركانها التي تقوم عليها، ثلاثة هي: العلم، والحلم، والأناة، وآفاتها وأضدادها ومعاول هدمها: الجهل، والطيش، والعجلة، ولا حكمة لجاهل ولا طائش، ولا عجول [1].
أولا: العلم:
العلم من أعظم أركان الحكمة، ولهذا أمر الله به وأوجبه قبل القول والعمل، فقال تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) [محمد: 19]، وقد بوب الإمام البخاري -رحمه الله-: لهذه الآية بقوله (باب: العلم قبل القول والعمل) [2].
وذلك أن الله أمر نبيه بأمرين: بالعلم، ثم العمل، والمبدوء به العلم في قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) ثم أعقبه بالعمل في قوله: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) فدل ذلك على أن مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل، وأن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلا به، فهو مقدم عليهما؛ لأنه مصحح للنية المصححة للعمل [3] والعلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد يكون علم من غير الرسول، ولكن في أمور دنيوية، مثل الطب والحساب، والفلاحة والتجارة [4] ولا شك أنه لا ينهي عن العلم إلا قطاع الطريق، ونواب إبليس وشرطه [5].
وقد قسم الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: العلم النافع -الذي هو أحد دعائم الحكمة وأسسها - إلى ثلاثة أقسام، فقال -رحمه الله-: (والعلم الممدوح الذي دل عليه [1] انظر: مدارج السالكين لابن القيم (2/ 480). [2] البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل (1/ 159). [3] انظر: فتح الباري، كتاب العلم، باب العلم قبل القول والعمل (1/ 160). [4] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 136، 6/ 388). [5] انظر: مدارج السالكين، لابن القيم (2/ 464).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 145