responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 142
المبحث الثالث
أنواع الحكمة
النوع الأول: حكمة علمية نظرية، وهي الإطلاع على بواطن الأشياء، ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها خلقا وأمرًا، قدرًا وشرعًا.
النوع الثاني: حكمة عملية، وهي وضع الشيء في موضعه [1].
فالحكمة النظرية مرجعها إلى العلم والإدراك، والحكمة العملية مرجعها إلى فعل العدل والصواب، ولا يمكن خروج الحكمة عن هذين المعنيين؛ لأن كمال الإنسان في أمرين: أن يعرف الحق لذاته، وأن يعمل به، وهذا هو العلم النافع والعمل الصالح.
وقد أعطى الله -عز وجل- أنبياءه ورسله ومن شاء من عباده الصالحين هذين النوعين، قال تعالى عن إبراهيم -عليه السلام- (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا) وهو الحكمة النظرية، (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [الشعراء: 83)، وهو الحكمة العملية.
وقال تعالى لموسى -عليه السلام- (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا) [طه: 14]، وهو الحكمة النظرية (فَاعْبُدْنِي) وهو الحكمة العملية.
وقال عن عيسى -عليه السلام- (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) وهي الحكمة النظرية، (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم: 30 - 31]، وهو الحكمة العملية.
وقال في شأن محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) وهو الحكمة النظرية، (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ) [محمد: 19]، وهو الحكمة العملية [2].
الحكمة العملية لها ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: (أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعديه حده، ولا تعجله عن

[1] انظر: مدارج السالكين (2/ 478).
[2] انظر: التفسير الكبير، للفخر الرازي، (7/ 68).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست