نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 126
ثانيا: الأدلة من السنة النبوية:
نعت الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنه رحيم بأمته يعز عليه كل ما فيه مشقة عليهم قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128]، وظهرت شفقته ورحمته بأمته في السنة النبوية في أقواله عليه الصلاة والسلام وأفعاله وجميع سيرته، بل كان عليه الصلاة والسلام يخشى أن يكون قد أمر أمته أو سلك فيهم طريقا فيه مشقة أو إعنات، كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام ينهي أصحابه عن سلوك طريق التعمق والتشدد، وسأبين أحاديث وردت في يسر هذا الدين وسماحته ورفع الحرج عنه، وأحاديث توضح لنا خشية النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون قد شق على أمته، وأحاديث في أمر الصحابة بالتخفيف عن التعمق والتشديد وإنكار ذلك عليهم.
وما سأذكره من أحاديث يبين أن الدين كله يسر لا عسر فيه ولا حرج، وفيه ما يتعرض لقضايا جزئية كبعض أحكام الصلاة ونوافل العبادات، ولا شك أن كل ذلك يدل بمجموعة دلالة قاطعة على رفع الحرج عن هذا الدين وبعده عن العسر والمشقة.
أ- أحاديث في بيان يسر هذا الدين وسماحته ورفع الحرج عنه:
1 - أخرج البخاري في صحيحه تعليقا: "قيل يا رسول الله: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: "الحنيفية السمحة" [1].
2 - أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أرسل معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- قال لهما: "يسرًا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفر" [2].
3 - وأخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا" [3]. [1] البخاري، فتح الباري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر (1/ 116). [2] البخاري، فتح الباري، كتاب الآداب، باب يسروا ولا تعسروا (1/ 541). [3] البخاري، فتح الباري، كتاب الإيمان، باب يسر الدين (1/ 116).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 126