responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 105
المبحث الرابع
العدل عند أهل الكتاب
إذا تكلمنا عن العدل عند أهل الكتاب، وبينا ما وصلوا إليه من ظلم وجور، وجنوح عن الإنصاف والقسط، وهم أهل كتاب أنزل الله عليهم الكتب، وأرسل إليهم الرسل تترى، ومع ذلك حادوا عن الحق وحرفوا وظلموا وطغوا واستبدوا فكيف بغيرهم من الأمم التي لم تحظ بما حظوا به من توالي الرسالات وكثرة لأنبياء ولذلك نكتفي بالعدل عند أهل الكتاب خشية الإطالة.
وسأبين العدل عند اليهود أولا فيما بينهم، ثم يما بينهم وبين غيرهم من الناس، ثم عن العدل عند النصارى كذلك فيما بينهم، ثم فيما بينهم وبين الأمم الأخرى.
أولا: مبدأ العدل عن اليهود:
أ- العدل فيما بينهم:
لقد أمرهم أنبياؤهم أن يقوموا بالعدل والقسط، وأن لا يتظالموا ولا يظلموا أحدًا، وأنزل الله عليهم التوراة فيها هدى ونور، وفصل لهم فيها الحدود والأحكام والقصاص العادل، كما أخبر الله بذلك في القرآن الكريم، حيث يقول تبارك وتعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ * وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [المائدة: 44 - 45].
وبقي بين أيدي اليهودي من أسفار التوراة -مع تحريفهم وتبديلهم لها- أثر مما

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست