نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 768
ثورة الغرباء (في سوريا) وتخاذل العرب والعجم
مجاهد مأمون ديرانية
لم أرَ في الثورات ثورةً تخلى عنها القريب والبعيد والعدو والصديق كثورة الحرية والكرامة في سوريا، ثورة الغرباء!
ثورتنا تخلت عنها دول العرب، فصمت بعضها (وخيراً فعل)، وبعضها أمدّ عدوَّنا، النظامَ المجرم القاتل، بأسباب الحياة من مال ودعم في المحافل الدولية، ثم ألقى أمينُ جامعتها على بعيرها المثقل بالآثام قشّةَ الختام، حينما منح رئيسَ عصابة البغي الشرعيةَ وقدم له المبررات للاستمرار في التقتيل والإجرام.
ثورتنا تخلت عنها دول المسلمين، فصمت بعضها (وخيراً فعل)، وبعضها أمدّ عدوَّنا، النظامَ المجرم القاتل، بأسباب الحياة من مال ودعم في المحافل الدولية، ثم ألقت منظمتها -منظمة المؤتمر الإسلامي- على بعيرها المثقل بالآثام قشة الختام، حينما تحفّظت على إدانة النظام وأجهضت المساعي الدولية لتحميله مسؤولية التقتيل والإجرام.
ثورتنا تخلت عنها دول الجوار التي آثرت أن تتحالف مع عدونا، النظام المجرم القاتل، أو سكتت عن جرائمه وسوّغت له المضي في التقتيل والإجرام. ثورتنا تخلت عنها القوى والهيئات والمنظمات الوطنية والثورية في طول العالم العربي وعرضه، وهي التي زعمت -زوراً- على الدوام أنها تدعم خيارات الشعوب وتدافع عن استقلالها وحريتها، وروّجت تلك الأكاذيب يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام.
ثورتنا اجتمع على خذلانها ودَعْم عدوّها، النظامِ المجرم القاتل، إيرانُ وأصدقاءُ إيران وأعداء إيران، وإسرائيلُ وأصدقاء إسرائيل وأعداء إسرائيل، ولم يحصل ذلك مع ثورة قبلها قط. ثورتنا تخلى عنها الإعلام العربي والعالمي وتركها تصارع وحدها الفناء وتبدع الوسائل المناسبة في سبيل البقاء، ولم يحصل ذلك مع ثورة قبلها قط.
كل ذلك حصل، ولقيت ثورة الحرية في سوريا من الخذلان ما لم تلقَه ثورةٌ قبلها لا في الشرق ولا في الغرب، ولا في الماضي ولا في الحاضر، ولكن الأحرار حسموا الخيار ومضوا في الطريق غيرَ معتمدين إلا على الله الحسيب المُجيب القادر القهّار، ومنذ اليوم الأول هتفوا: الله معنا. حتى قبل أن يهتدي منسّقو ثورتهم إلى تسمية جمعة من الجمع بهذا الاسم كانوا هم قد اعتمدوه عنواناً لثورتهم وجعلوه هو الهتاف وهو الشعار، فحق لها أن نسمّيها "ثورة الله معنا"، ونِعْمَت التسمية ونعمت الثورة، ثورة الأبرار الأخيار الأحرار.
لقد اعتمدوا على الله وحده لمّا فقدوا المُعين واستنصروه حين فقدوا النصير، وصبروا صبر الجبال الراسيات وثبتوا ثباتاً عجيباً أذهل الدنيا، فانقادت لهم الدنيا وطوّع الله لهم جندَ الأرض، فانحاز الإعلام أخيراً إلى ثورتهم على رأس شهرين من انفجارها، بعدما قدموا قرباناً ألف شهيد وبعدما نشروا عشرة
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 768