نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1588
أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102] (1)
وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ مُهَاجِرَةُ الْحَبَشَةِ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)،قَالَ: «أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ»،قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ عَلَيْنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَتْ: سَتَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانَا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ أَمْرِي وَأَمْرَكَ عِنْدَهُ غَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): «صَدَقَتْ، ثُمَّ صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ» (2)
وكما قال الشاعر:
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة ... إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم
وقال أبو العتاهية ([3]):
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند الإله من الظلوم
أما والله إنَّ الظُّلم شؤمٌ وما زال المسيء هو الظَّلوم
إلى دياَّن يوم الدّين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا غداً عند الإله من الملوم
وقال آخر ([4]):
لا تظلمن إذا كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
4 - تفاهة الدنيا:
فكل هذه الأحداث تبين لنا بالبرهان القاطع الذي لا ريب فيه بأن هذه الدنيا ليست دار بقاء ولا كمال ولا راحة، بل هي دار عمل واستعداد للقاء الواحد الأحد، وهي بمثابة المزرعة للآخرة، فما تزرع هنا تلقاه هناك، ولم يذكرها الله جل في علاه ولا رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) إلا بصيغة الذم والتحذير منها والانشغال بها عن الهدف الأسمى الذي خلقنا من أجله. فيقول الله عز وجل في سورة
(1) - صحيح البخاري (6/ 74) (4686) وصحيح مسلم (4/ 1997) 61 - (2583)
[ش (ليملي) ليمهل. (لم يفلته) لم يخلصه ولم يتركه حتى يستوفي عقابه. (وكذلك) أي كما ذكر من إهلاك الأمم وأخذهم بالعذاب. (أخذ ربك) إهلاكه وعذابه. (أخذ القرى) أخذ أهلها / هود 102 /]
(2) - صحيح ابن حبان - مخرجا (11/ 444) (5058) صحيح لغيره [3] -موسوعة الشعر الإسلامي (100/ 1) [4] -موسوعة الشعر الإسلامي (100/ 1)
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1588