responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1460
إن هؤلاء الطغاة لم ولن يفروا أبداً من قدر الله، فالظلم مرتعه وخيم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي موسى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود 102] ورب دعوة مظلوم سرت بليل غفل عنها الظالمون ولم يغفل عنها الله، فاستجاب لها رب العزة فقصم ظهور الجبابرة والطغاة بعد أن ظنوا أنه لاغالب لهم .......
إننا ندعو كل فرد من هذه الطغمة الحاكمة من شيطانهم الأكبر بشار، وإلى كل صغيرٍ تافه من جنوده، مروراً بكل من ساندهم من علماء سوء وتجار ومخبرين وعملاء ومنتفعين من كافة الطوائف والمذاهب أن يقفوا لحظة تفكر وتدبر، وأن يعيدوا النظر في أفعالهم وأقوالهم، وأن يختاروا بين الوقوف مع الظلمة، مع ما يفضي إليه ذلك من ذلٍ في الدنيا وعذاب الله في الآخرة قال تعالى: { ... وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ... } أو ينحازوا إلى شعبنا العظيم الثائر منسجمين مع قيم الحق والعدل والحرية، فينالوا بذلك عز الدنيا وسعادة الآخرة ورضا الله ....
الأمر عائد إليك أخي في الإنسانية وفي الوطن وفي الدين واللغة، وتذكر أنه كما تدين تدان وكل نفس بما كسبت رهينة ................
وعلى الطرف الآخر يقف شعبنا الثائر بكافة أطيافه .......... هذا الشعب المصابر الكريم الذي حُرِم عبر نصف قرن من كل حقوقه، فسلبت منه حريته بل وإنسانيته حيث تعامل معه هؤلاء الحكام الطغاة الفجرة بمرتبة أدنى من الحيوان فساموه ألوان العذاب .... حاربوه في دينه وعقله وفكره ..... حاربوه في لقمة العيش إلاّ أن تكون مغموسة في الذل والهوان ..... أجبروه على تمجيد السفاح وهو يقتله، والثناء على الحكام وهم يذبحونه ..... منّوا عليه بلقمة الطعام التي يأكلها، وشربة الماء التي يستقيها، بل وحتى نسمات الهواء التي يستنشقها ......
وشاءت إرادة الله أن يبعث في هذا الشعب روحاً جديدة وثّابة انتفضت تتحدى القتل والظلم والهوان تطلب حريتها وكرامتها ........... شعارها الموت ولا المذلة، مستذكرة قول عنترة:
لاتسقني ماء الحياة بذلة بل واسقني بالعز كأس الحنظل
وقول الأستاذ الفاضل عصام العطار:
طال المنام على الهوان فأين زمجرة الأسود واستنسرت عصب البغاة ونحن في ذل العبيد
قيد العبيد من الخصوع وليس من زرد الحديد فمتى نثور على القيود متى نثور على القيود
فإلى هؤلاء أحبابنا وإخواننا نقول لهم: طبتم وطاب مسعاكم، وجعل الله الجنة مأواكم ... لقد نفضتم غبار الذل والهوان واخترتم طريق العز والفخار، ولوكان مضرّجا بالدماء، فهذا شأن الطغاة في كل زمان ومكان لايزولون إلاّ إذا سالت الدماء وبلعت التضحيات أوجها بالأموال والأبناء .... لقد قالها أمير الشعراء أحمد شوقي:

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست