responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1166
ثالثا: ثم مرحلة الشر المحض، وهي مرحلة الخطاب المبدل كلية، وما أقامته الحملة الصليبية على أنقاض الخلافة من دويلات طوائف على أسس قومية ووطنية، لتغيب لأول مرة في تاريخ المسلمين الخلافة الجامعة، ولتتشرذم الأمة والجماعة الواحدة، وتتعطل الشريعة الحاكمة، حيث الفتنة العمياء الصماء، فعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدَ اقْتَرَبَ، أَظَلَّتْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَظَلَّتْ، وَاللهِ لَهِيَ أَسْرَعُ إلَيْهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْمُضَمَّرِ السَّرِيعِ، الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُشْبِهَةُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا عَلَى أَمْرٍ وَيُمْسِي عَلَى أَمْرٍ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَلَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ الَّذِي أَعْلَمُ لَقَطَعْتُمْ، عُنُقِي مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ عَبْدُ اللهِ إِلَى قَفَاهُ بِحَرْفِ كَفِّهِ يَحُزّه، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكُ أَبَا هُرَيْرَةَ إمْرَةُ الصِّبْيَانِ. (1)
وَعَنْ ابْنِ عَائِذٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِشْرَحٌ، أَنَّ ثَوْبَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ فِتَنًا ثَلَاثًا دُونَ الدَّجَّالِ، إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي، وَالْأُخْرَى فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، وَالْأُخْرَى الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُظْلِمَةُ، تَلِجُ كُلَّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الْعَرَبِ، يَبْعَثُهَا رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ الْحَجَرَيْنِ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ - صلى الله عليه وسلم - وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ» (2)
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " جُعِلَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ: فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، ثُمَّ تَأْتِي الْفِتْنَةُ الْعَمْيَاءُ الصَّمَّاءُ الْمُطْبِقَةُ الَّتِي تَصِيرُ النَّاسُ فِيهَا كَالْأَنْعَامِ» (3)
فلا جماعة ولا خلافة، ليقوم فيها دعاة من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيه، حيث يحكم الأمة ويتصرف فيها خطاب سياسي مبدل، قوميا تارة، واشتراكيا تارة، وشيوعيا تارة ثالثة، ورأسماليا ليبراليا تارة أخرى!!
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ، وَالْبُخْلُ، وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوُعُولُ وَالتَّحُوتُ؟ قَالَ: «الْوُعُولُ: وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتَّحُوتُ: الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لَا يُعْلَمُ بِهِمْ». (4)
ومما يؤكد أن الانحراف المقصود بهذا الحديث هو الانحراف في الخطاب السياسي، ما جاء فعن بِشْرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرً؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ»، فَقُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ

(1) - مصنف ابن أبي شيبة -دار القبلة (21/ 94) (38406) حسن
(2) - مسند الشاميين للطبراني (3/ 392) (2534) حسن
(3) - المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 484) (8350) حسن زيادات مني
(4) - صحيح ابن حبان - مخرجا (15/ 258) (6844) صحيح لغيره زيادة مني
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست