نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1071
من حمصي إلى معتصم الزمان
سمعت مجاهدا حمصيا يقول: شكرا تركيا .. هنيئا أردوغان، الآن .. الآن .. تستحق أن تدخل السوق الأوروبية، لقد فزت بها يا سيدي، فقد أتقنت لعبة السياسة، وأحسنت عبارات السياسيين، فقد قذفت بملء حنجرتك قنابل أوروبية صوتية، لها دوي يملأ الفضاء، نسمعه فجرا فتهتز الأجواء، ونفتقده عند المساء، عندما تسيل في البلاد دماء، سأضع لك الوسام الذي وضع على صدر ساركوزي، وجوبيه، وماركل، وأوباما، الذين يطلعون علينا في كل يوم نقدم فيه عشرات القتلى ليقولوا: ينبغي أن نُسقط شرعية النظام في سورية، وأن من يذبح شعبه بالسيف سيقتل فيه،
وحمص تُدك وتستغيث ... وامعتصماه، والمعتصم اليوم قد دخل أوروبا من باب بلاغة الأقوال، فاتحا أسواقها لتجارته، وقلاعها الحصينة لرفع أسهم اقتصاده،
المعتصم العثماني .. ترتفع أمامه أرقام الشهداء، وتتسع أمام عينيه وعين غيره بحار الدماء، فيتكلم ويعقد مؤتمرا صحافيا، يجري فيه امتحانا أوروبيا، كيف تكون النصرة بالكلام، وكيف تساس قضايا الجوار بالوعود، وتراعى مصالح الجوار بإلقاء فتات المساعدات للمهجرين، وتقديم اللقمة والدواء لأبناء الجوار،
ولا ننسى يوم إعلان إلغاء التأشيرات معهم قبل سنوات، حيث أخذت العدالة والتنمية حصة الأسد في ميدان التجارات، وأغلقت مصانع إدلب وحلب أمام زحف الاستثمارات، ويردّ الآن بعض الجميل في المخيمات،
أنا ابن حمص أقول لسيدي أردوغان وسيدي غول - بعد ان صمت صوت أوغلو لانشغاله في نصرة استثمارات ليبيا والقاهرة - أقول: لقد دُمّرت حمص يا أيها الجار، ورفعنا راية طلب الحماية من دول الأرض أنّى كانت هديتها، ومعلوم بأن الأقربين أولى بالمعروف في تقديم النصرة، بل يصل الأمر الشرعي لا السياسي والديني وليس المصلحي لأن يتقدم الأقرب، ولو بتهويشة أو بفركة أذن سياسية، تتناسب مع ما يحدث، كسحب السفير أو طرد السفير،
لقد صارت حمص حدثا عالميا في شدة التنكيل والتجويع، وكاد الناس أمامها أن ينسوا قضية حماه، وتذكرنا يا سيدنا وعدك العظيم، وتهديدك الكبير، بأنك لن تسمح بتكرار قصة حماه،
عفوا .. لقد ارتجف نظام الأسد من كلامك، فأصدر الأمر، ليرى أبناء حمص بعد درعا، بأن كلام المعتصم العثماني نفخة هواء في بالون السياسة، لدولة تطرق أبواب أوروبا، تنال بها علامة تقدم واستحقاق،
سيدي أردوغان، لم أعد استطيع أن أسمع أبناء بلادي، لأنهم يخرجون من المعاقل والمعتقلات بلا حناجر، وحناجرهم أرسلت إلى أهليهم، وقال القتلة لأهلهم: اصنعوا بها (شاورما)، وعلمت
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1071