نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 96
وما الحوافز المعنوية للدول الاشتراكية بالنسبة للقادة العسكريين؟ الواقع أن الاتحاد السوفياتي قد تساهل مع أفراد جيشه في القضايا الدينية أيام الحرب العالمية الثانية، فأقبل الناس على دور العبادة، وظهرت الإيقونات والصلبان بالنسبة للمسيحيين والكتب الدينية بالنسبة للمسلمين، لأن المرء حين يداهمه الخطر، فإنه يعود إلى الله ويدعوه سراً وعلانية.
وقد طالب الروس الشعوب بإجراء الصلوات في الكنائس من أجل النصر.
كما أن تحليِّ القادة بالخلق الكريم أمر يشجعه كل مذهب وكل دين وكل
عقيدة؛ سواء أكانت سماوية أم أرضية، فليس هناك من يشجع قواته المسلحة على الانحلال والتفسخ والضياع.
وإذا كان الدين هو الحافز الأول للعسكريين الذين يؤمنون بالدين، فإن العقيدة الشيوعية هي الحافز الأول للشيوعيين.
على كل حال، فلا بد من عقيدة لأي قائد ولأي جندي يحارب كما يحارب الرجال ... إن الدول الاشتراكية التي تخلت رسمياً عن دين الله، تتمسك رسمياً بعقيدتها الماركسية وتتعصَّب لها، ومهما يكن رأي الناس في هذه العقيدة، إلا أنها عقيدة بالنسبة لمعتنقيها: يؤمنون بها ويضحُّون من أجلها، ويعملون على نشرها بين الناس. ولقد قرأت بعض الكتب الرسمية وغير الرسمية الصادرة في الاتحاد السوفياتي لتدريب الجيش أو لنشر الثقافة العسكرية العامة، فلم أجد في كتاب من تلك الكتب غير الحث على التمسك بالعقيدة الشيوعية
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 96