نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 401
الإسلام ويرفع قدره بين الأمم. وكان في طليعة الجيش: الشيوخ والعلماء والدراويش يتقدَّمهم الشيخ العالم العامل آق [1] شمس الدين والمولى أحمد الكوراني والمولى خسرو والأشراف من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الجميع يدعون الله أن ينصر جيش المسلمين ويبيّض وجوه المقاتلين.
وفي يوم الخميس السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمئة الهجرية (5 من نيسان - أبريل - 1453 م) بلغ الجيش الإسلامي أمام أسوار القسطنطينية، وكان منظراً من أروع ما روى التاريخ: جموع زاخرة من الجند بين مشاة وخيّالة ومدفعية وهندسة ... إلخ ... بأعلامهم الخفَّاقة المزهوة، وقوافل النقلية مثقلة بمواد التموين والعتاد والذخيرة. واختلطت صيحات الرجال بصهيل الخيل، وامتزج التكبير بالموسيقى العسكرية [2]، وكانت تعلو رؤوس الناس عمائم بيض هي عمائم العلماء العاملين. ولما آن وقت صلاة الظهر نشر السلطان سجادته واستقبل القبلة وكبّر للصلاة وكبّر الجيش اللجب في صوت جهير رهيب وراء إمامه وقائده.
وشرع السلطان بعد ذلك يتأهَّب لحصار القسطنطينية، فعبَّأ جنده ونظَّمه ووزَّع العدد والآلات، ووضع كل شيء في موضعه ونسَّقه تنسيقاً يدلّ على براعته الفائقة في الفنون العسكرية. [1] آق: الأبيض، الأبرش، وآق شمس الدين: شمس الدين الأبرش أو الأبيض. [2] كان العثمانيون أول من عرف الموسيقى العسكرية في العالم، وعنهم أخذت جميع أمم أوروبا.
Sir Elward Greasy. History Of The Ottoman Turks.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 401