نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 363
وانفضَّ المجلس على ذلك، ولم يتكلَّم السلطان وهو الملك المنصور علي بن الملك المُعزّ أَيْبَك لعدم معرفته بالأمور ولصغر سنّه، فلهج الناس بخلع المنصور وسلطنة قطز حتى يقوم بهذا الأمر المهم [1].
فقد علم قطز أنه لا بدَّ من خروجه من مصر على رأس قواته العسكرية لقتال التتار، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ما يريد لأن الآراء مغلولة لصغر السلطان، ولأنَّ الكلمة مختلفة، فجمع قطز أصحاب الرأي من العلماء والأمراء، وعرَّفهم أنَّ الملك المنصور هذا صبيٌّ لا يحسن التدبير في مثل هذا الوقت الصعب، ولا بدَّ أن يقوم بأمر الملك رجلٌ شهمٌ يطيعه كل أحد، وينتصب للجهاد في التتار، فأجابه الجميع: ليس لها غيرك [2]! لقد كان الجواب على رسالة هولاكو هو: القتال، ولا شيء غير القتال.
وكان هذا القرار متَّفَقاً عليه من الجميع قبل وصول وفد هولاكو وقبل وصول رسالته إلى القاهرة.
ولم يكن إعدام الوفد إلاَّ حافزاً جديداً لقطز وقواته على القتال، دون أن يتركوا الباب مفتوحاً لحلٍّ آخر غير القتال.
وهذا موقف لقطز، في مثل الظروف التي كانت تحيط به، موقف يُحمَد عليه، لأنَّه انتزع آخر أمل من نفوس المتردِّدين والانهزاميين في احتمال رضوخ قطز إلى مطالب التتار، فقال قطز قولته الحاسمة: "إنَّ [1] النجوم الزاهرة 7/ 72 - 73. [2] النجوم الزاهرة 7/ 55.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 363