نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 361
أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهُلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذَّر مَن أنذر. وقد ثبت عندكم أن نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سلَّطَنا عليكم مَن له الأمور المقدَّرة والأحكام المدبَّرة. فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل ... فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا بردِّ الجواب، قبل أن تضرب الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منَّا جاهاً ولا عزَاً، ولا كافياً ولا حرزاً، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم خالية. فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذَّرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى مَن أطاع الهدى، وخشي عواقب الرَّدى، وأطاع الملك الأعلى.
"ألا قُل لمصرٍ ها هلاون [1] قد أتى ... بحدِّ سيوفٍ تُنتضى وبواترِ يصير أعزُّ القوم أذِلَّةً ... ويلحق أطفالاً لهم بالأكابر" [2] وكان ذلك في سنة ثمانٍ وخمسين وستمئة الهجرية (أوائل سنة 1260م).
فلمَّا سمع قطز ما في الكتاب، جمع الأمراء، واتَّفقوا على قتل الرسل، فقُبِضَ على الرُّسل، واعتُقلوا، وأُمِرَ بإعدامهم، فأُعدموا توسيطاً [3] كلٌّ أمام باب من أبواب القاهرة، وعُلِّقت رؤوسهم على باب (زويلة) [4]. [1] صيغة لاسم هولاكو. [2] السلوك للمقريزي 1/ 427 - 428. [3] التوسيط: هو أن يُضرَب الشخص بالسيف في وسطه، فيقسمه نصفين. [4] السلوك للمقريزي 1/ 429.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 361